تباينت آراء خبراء الشحن الجوى وأعضاء شعبة خدمات النقل الدولى بغرفة تجارة الإسكندرية حول إنشاء قرية للبضائع فى مطار برج العرب، خاصة بعد إعلان الشركة القابضة للمطارات أنها تعكف على إعداد دراسات الجدوى الاقتصادية اللازمة للمشروع.
ويرى فريق من هؤلاء الخبراء أن المنطقة ستساهم فى استيعاب حركة البضائع بمحافظة الإسكندرية خاصة القرية الموجودة حالياً بالمطار صغيرة ولاتكفى لاحتياجات المصانع.
ويذكر أن مطار النزهة به قرية بضائع لكن مساحته التخزينية محدودة.
وأكدوا أن غالبية المصانع ستعتمد على مطار برج العرب كآلية رئيسية لنقل بضائعها بديلاً عن مطار القاهرة الدولى الذى يمتلك قرية كبيرة للبضائع.
ولكن البعض يتخوف من عدم وجود تخطيط متكامل للمشروع مما يؤدى إلى تكدس البضائع بالقرية.
أكد خالد صبرى، سكرتير عام شعبة خدمات النقل الدولى بغرفة تجارة الإسكندرية، أن إنشاء أى منطقة لوجيستية بأى مطار يحتاج لمجموعة من المتطلبات حتى يكتب لها النجاح والاستمرار أهمها العمل على اجتذاب طيران الشارتر، ومنح حوافز لشركات الشحن الجوى للعمل فيه وتخصيص مساحات واسعة للتخزين متعدد الأغراض.
وقال إن عدداً كبيراً من المصانع العاملة بمحافظة الإسكندرية يعتمد على قرية البضائع القائمة بمطار النزهة لكن مساحتها صغيرة للغاية، موضحاً أن المشروع سيساهم فى جذب العديد من الشركات العالمية، بالاضافة إلى قرية بضائع القاهرة، كما أنه سيساهم فى تنشيط حركة التجارة الخارجية بشكل ملحوظ فى ظل الموقع المتميز للمطار ويخدم عدداً واسعاً من المصانع.
وتساءل صبرى: إلى متى ستعتمد مصانع برج العرب على قرية البضائع، القائمة حالياً بمطار القاهرة لاستيراد احتياجاتها اللازمة للصناعة.
وشدد على ضرورة إعادة النظر فى أسعار الايجارات الأرضيات لإقامة مكاتب داخل قرية البضائع، خاصة أن الأسعار الحالية مبالغ فيها.
وقال إن إيجار المكتب، والذى كان يصل لنحو 50 ألف جنيه شهرياً تراجع إلى نحو 5800 جنيه لكنه ما زال مبالغ فيه أيضاً، خاصة أن المكاتب تتحمل أسعار المياه والكهرباء وغيرهما من تكاليف التشغيل مما يقلل جاذبية المنطقة للشركات.
وأضاف: من غير المعقول ألا تكون هناك مكاتب لشركات الشحن أو مرحلى البضائع بالمطار بسبب التكلفة المبالغ فيها، لافتا الى أن الوكلاء يعملون حالياً من مكاتبهم بمطار النزهة.
وأوضح أن قرية البضائع القديمة بمطار برج العرب تعانى حاليا مشكلات عديدة أبرزها عدم وجود شبكات للإنترنت، باستثناء المكاتب التابعة لشركة مصر للطيران، ولا يجوز لأحد أن يستخدمها من غير العاملين بالشركة.
وقال إن هناك ارتفاعاً مبالغاً فيه فى تعريفية النقل داخل القرية وكذلك أسعار تأجير المكاتب اللازمة للخدمات اللازمة للمستثمرين بالإضافة إلى عدم وجود الجهات الرقابية اللازمة لفحص الواردات.
وقال أيمن الشيخ، النائب الثانى لشعبة خدمات النقل الجوى بغرفة تجارة الإسكندرية، إنه من الضرورى قبل التفكير فى إنشاء منطقة لوجيستية بمطار برج العرب أن يتم وضع خطة عمل تتضمن تحديد الاحتياجات والامكانيات اللازمة لنجاح هذه المنطقة واستمرار عملها بالكفاءة المطلوبة.
وتساءل الشيخ: هل الامكانيات الحالية بالمطار قادرة على تشغيل التوسعات الجديدة بالقرية بما يساعد على استقبال أكبر عدد ممكن من طائرات الشحن العملاقة وإجراء عمليات الشحن والتفريغ للبضائع بدون معوقات فى الوقت الذى يعانى فيه مطار القاهرة الدولى حاليا، والذى يعد المطار الرئيسى للبلاد من نقص حاد فى العديد من الأجهزة والمعدات والتى تؤثر على انتظام حركة الشحن الجوى بالمطار.
ودعا وزارة الطيران المدنى إلى أن تعقد عقد سلسلة من الاجتماعات مع ممثلى القطاع الخاص لتحديد مطالبهم من المشروع قبل طرحه للتنفيذ وضمان نجاحه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق